جمهورية صوماليلاند: ملحمةُ نضالٍ وبناءٍ واستشرافُ مستقبلٍ واعد مقدّمة

0
Thursday July 03, 2025 - 14:23:45 in Articles by Xaaji Faysal
  • Visits: 174
  • (Rating 0.0/5 Stars) Total Votes: 0
  • 0 0
  • Share via Social Media

    جمهورية صوماليلاند: ملحمةُ نضالٍ وبناءٍ واستشرافُ مستقبلٍ واعد مقدّمة

    أولاً – الجذور التاريخية وتضحيات التحرير

    Share on Twitter Share on facebook Share on Digg Share on Stumbleupon Share on Delicious Share on Google Plus

أولاً – الجذور التاريخية وتضحيات التحرير


من سواحل بربرة على خليج عدن إلى مرتفعات شيخ وجبل صَـعَر تبلورت تجربةٌ سياسيةٌ فريدة في القرن الأفريقي: جمهورية صوماليلاند. فمنذ أن أنهت اتحادها المتعثر مع الصومال عام 1991، شقّت لنفسها مسارًا قائمًا على السلم الأهلي، وحُكم القانون، والتنمية المتدرجة، في محيطٍ إقليميٍّ بالغ الاضطراب. إنّ قراءة هذا المسار تكشف مقومات دولةٍ تستحق الاعتراف، بجوارح التاريخ والجغرافيا والإنجاز.



---

أولاً – الجذور التاريخية وتضحيات التحرير

استعمرت بريطانيا "أرض الصومال” عام 1884، ثم نالت الإقليم استقلاله في 26 يونيو 1960 قبل أن يدخل اتحادًا غير مكتمل الصياغة مع الجنوب بعد خمسة أيام.

فجّرت سياسات نظام سياد بَرّي (1969 – 1991) ثورة «الحركة الوطنية الصومالية» SNM، فتقدّم مقاتلوها إلى مؤتمر بورعو وأعلنوا في 18 مايو 1991 استعادة السيادة. ذلك اليوم يُحتفى به كل عام؛ وقد أحيا الشعب الذكرى الـ34 عام 2025 بمسيراتٍ وأوبريتاتٍ وطنية في جميع المدن والمهجر، مجسِّدًا وحدة الذاكرة الجمعية في وجه النسيان .



---

ثانيًا – هندسةُ دولةٍ من الصفر

بين 1993 و1997 عُقدت مؤتمرات بوراما، هرجيسا، شيخ، لترتيب الانتقال من شريعة الغاب إلى شرعية الدستور العشائري/المدني الهجين، توِّج بإقرار دستور 2001. أبرز سمات هذه الهندسة:

1. دمج العُرف القبلي في مؤسساتٍ جمهورية (غرفة القُدُّع/مجلسالشيوخ)،


2. احتكار السلاح للدولة بعد نزع وتسريح المقاتلين وإعادة دمجهم،


3. لامركزية إدارية رسّخت حضور الدولة في الأطراف، خصوصًا بعد استعادة بوهودله ولاسعاَنود أكثر من مرة.




---

ثالثًا – ديمقراطيّةٌ فارقة في محيطٍ قلِق

أنجزت صوماليلاند إلى نهاية 2024 تسعة انتخابات عامة، بينها رئاسيتا 2017 و2024، شهدت انتقالًا سلميًّا للسلطة بفوز رئيس المعارضة عبد الرحمن محمد "إِرّو” على الرئيس السابق موسى بيحي .

اعتمدت البلاد تقنية التعرّف بالقزحية لتسجيل الناخبين، في سابقة عالميّة قلّصت التزوير، ورسّخت ثقة المراقبين الدوليين بالعملية الانتخابية .
هذا السجلّ الانتخابي يُقدِّم صوماليلاند نموذجًا نادرًا في القرن الأفريقي حيث تُطاوِل الانقلابات والاقتتال دول الجوار.



---

رابعًا – اقتصادُ الصمود وممرّاتُ التجارة

1. ميناء بربرة: شراكة الـ442 مليون $ مع DP World رفعت القدرة الاستيعابية إلى 500 ألف حاوية، مع خطة توسعة ثانية نحو 750 ألفًا بحلول 2027 .


2. الناتج المحلي قُدِّر بـ7.6 مليار $ سنة 2024 مع توقّع بلوغه 8.1 مليار $ في 2025 رغم انعدام النفاذ إلى التمويل الدولي الرسمي .


3. الركيزة الريفية: يُشكّل قطاع الثروة الحيوانية نصف الناتج ويعتمد على أسواق الخليج، فيما تُسهم تحويلات الشتات بنحو مليار $ سنويًّا.


4. شبكات الطرق: الطريق السريع هرجيسا–بربرة (الأطول إسفلتًا في البلاد) عزّز الربطَ التجاري مع إثيوبيا البرّية.




---

خامسًا – الأمنُ والاستقرار وسط عواصف القرن

رغم التفجيرات المعزولة ومحاولات ميليشيات SSC زعزعة الاستقرار في إقليم سول، حافظت القوات النظامية على ضبط الحدود ومكافحة التهريب، وأحبطت تهريب أسلحة موجَّهة إلى المتمرّدين مطلع 2025. خبرة الأجهزة في تفكيك الخلايا واحتواء النزاعات القبلية مكّنتها من تفادي تمدد حركة «الشباب» إلى الشمال.


---

سادسًا – دبلوماسية الخطى الواثقة

مذكّرة التفاهم الإثيوبية (يناير 2024): منحت أديس أبابا منفذًا بحريًّا مقابل تعهّدها المبدئي بالاعتراف المستقبلي، ما وضع قضية سيادة صوماليلاند في قلب التوازنات الإقليمية .

بعثة نيروبي (29 مايو 2025): افتتاح مكتب تمثيلي بحضور مسؤولين كينيين بارزين جسّد اختراقًا جديدًا في شرق أفريقيا، على الرغم من اعتراض مقديشو .

تحالفات أمن البحر الأحمر: تنامي الاهتمام الأميركي والبريطاني بالموقع الإستراتيجي لبربرة للمراقبة البحرية وحماية الملاحة.



---

سابعًا – التحدّيات الراهنة

1. غياب الاعتراف الدولي يحرم الدولة من قروض التنمية الكبرى ويُبقيها رهينة اقتصادٍ نقديٍّ محدود.


2. بطالة الشباب تتجاوز 70 %، ما يستدعي استثماراتٍ عاجلة في الصناعات الخفيفة والتكنولوجيا والخدمات البحرية.


3. الضغط الجيوســياسي: تنافس قوى كبرى (تركيا–قطر–الصين) مع محور الإمارات–إثيوبيا–مصر يجعل ساحة البحر الأحمر حسّاسة لأية اصطفافاتٍ خاطئة.




---

خاتمة: رسالة تقديرٍ ودعوةٌ للاعتراف

من بين ركام مدنٍ مدمَّرة مطلع التسعينيات نهضت صوماليلاند بجهدٍ شعبي خالص: أرست السلم الأهلي، وأدارت ثماني مؤتمرات مصالحة بلا قوّاتٍ دولية، وأجرت انتخاباتٍ شفافة، وبنت مؤسساتٍ أمنية موحّدة، واستثمرت في ممرّ تجاريٍّ يربط القرن الأفريقي بالعالم. لقد آنَ للأمم أن تكافئ هذا النموذج بالاعتراف المستحق، فاستقرار الإقليم وازدهاره يمران عبر بوابةٍ أثبتت بالأفعال—not بالشعارات—أنها دولةٌ مسؤولة، قادرة، وراغبة في المساهمة الإيجابية في النظام الدولي.

> "الاعتراف يلوح في الأفق” كما قال الرئيس عرو؛ وما بين سعي الدبلوماسية والتفاف الشعب، تظلُّ جمهورية صوماليلاند شاهدًا حيًّا على قدرة الشعوب على صناعة مصيرها عندما تتسلّح بالعزيمة والحكم الرشيد.



علي بيحي
AFEEF:

Hadhwanaagnews marnaba masuul kama aha Aragtida dadka kale. Qoraaga ayaa xumaanteeda, xushmadeeda iyo xilkeeda sida. waxa kaliya oo Hadhwanaagmedia dhiirigalinaysaa, isdhaafsiga aragtida, canaanta gacaliyo talo wadaagga!

Loading...
Loading...